صباح الحنين (10)
صباحُ الحنينِ إلى صوتِ أمى
تعانِقُهُ الرُّوحُ رغْمَ البعادْ
إذا لاحَ دقَّ له القلبُ دقَّاً
فريداً تسارعَ فى الازديادْ
ومَدَّتْ عصافيرُ قلبى الرِّقَابَ
وأفواهُهَا صادحاتُ التَّنَادْ
ويا لَلْحَنينِ الذى فى الحنايا
يُذِيبُ الجليدَ ويَفْنِى الجَمَادْ
عباراتُ أمى على عاتِقَيْهَا
بواعثُ روحى تَجُوبُ البلادْ
تغيبُ فلا رُوحَ تبقى لَدَىَّ
وإنْ عادَنِى صوتُ أمى أَعَادْ
تغيبُ فَيُولَدُ فى القلبِ حُزْنِى
وكَمْ من لهيبٍ بِجَوْفِى يُقَادْ
ولا تَبْرَحُ النارُ تلكَ الحَنَايَا
تَمُرُّ الليالى بغيرِ انْخِمادْ
وتَبْلَى الأمَانىُّ تَبْدُو الحياةُ
خواءً ولا شىءَ غير السَُهَادْ
كأنِّى يَتِيمٌ وحيدٌ تَجَلَّتْ
لهُ حكمةُ الكَونِ فى الافْتِقادْ
وأنَّ الوجودَ بلا كُنْهِ فِيهِ
سوى البَدْءِ والموتِ فى الانْفِرَادْ
وأنَّ الوجودَ انْبَرَى مِنْ رَمَادٍ
ويَفْنَى انتهاءً لِذَاتِ الرَّمَادْ
إذا صوتُ أمى أتانِى أَفَادَ
وإنْ غابَ عنى مُمِيتَاً أَفَادْ
على الحالَتَينِ حَدِيثُكِ أَمِّى
بِتَهْذِيبِ نَفْسِى أَرَاهُ أَجَادْ
فؤادى أرادَ وعاشَ التَّمَنِّى
ولَكِنَّ ربَّ السماءِ أَرَادْ
فيا صوتَ أُمِّى ،سؤالى بسيطٌ
بساطةَ حُلْمِى : لماذا البعادْ ؟